والإيقان ، ومن الواضح أن لا موطن له (١) الا الوجدان ، فهو المرجع فيه (٢) بلا بينة وبرهان.
______________________________________________________
فلأنه لو كان بمعنى الإمكان الوقوعي لما احتاج المشهور القائلون بإمكان التعبد إلى التمسك في وقوعه بما سيأتي من الأدلة.
بل الإمكان في كلام الشيخ الرئيس بمعنى الاحتمال المقابل للقطع الشامل لجميع أقسام الممكن ، بل الواجب ، لصدق كلام الشيخ الرئيس حينئذ على الواجب أيضا ، كما إذا سمع أن هنا موجوداً بسيطاً داخلا في الأشياء لا بالممازجة خارجاً عنها لا بالمباينة ... إلى غير ذلك مما يدل على الوجوب الذاتي ، فانه أيضا يُجعل في بقعة الإمكان أي : احتمال وجوده مع كونه واجباً في نفسه ، فلا يمكن حمل قوله : «فذره في بقعة الإمكان» على الإمكان بأحد المعنيين المذكورين.
(١) أي : للإمكان بمعنى الاحتمال ، وحاصله : أن الإمكان الاحتمالي من الأمور الوجدانية غير المحتاجة إلى إقامة برهان ، ولعل غرضه من هذه العبارة دفع ما ربما يتوهم من أن حمل الإمكان في كلام الشيخ الرئيس على الاحتمال لا ينافي كونه أصلا في المقام ، لاحتمال أن يكون مورد النزاع بين ابن قبة والمشهور في التعبد بالأمارات وعدمه هو الاحتمال ، بأن يكون ابن قبة مدعياً لعدم احتمال التعبد بغير العلم ، والمشهور مدعين لاحتماله.
فدفعه المصنف بأن الإمكان بهذا المعنى أمر وجداني غير قابل للإنكار حتى يحتاج في إثباته إلى إقامة بينة وبرهان ، مع أن المشهور أقاموا البرهان على ذلك ، فيعلم أن مرادهم بالإمكان ليس هو الاحتمال ، هذا.
(٢) أي : أن الوجدان هو المرجع في الإمكان بمعنى الاحتمال.