.................................................................................................
______________________________________________________
عليك شيء ليس في كتاب الله ولم تأتِ به الآثار والسنة كيف تصنع؟ فقال : أصلحك الله أقيس وأعمل فيه برأيي ، فقال : يا أبا حنيفة : ان أول من قاس إبليس الملعون قاس على ربنا تبارك وتعالى ، فقال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ، قال : فسكت أبو حنيفة ، فقال : يا أبا حنيفة أيما أرجس البول أو الجنابة؟ فقال : البول ، فقال : فما بال الناس يغتسلون من الجنابة ، ولا يغتسلون من البول؟ فسكت ، فقال : يا أبا حنيفة : أيما أفضل : الصلاة أم الصوم؟ قال : الصلاة ، قال : فما بال الحائض تقضي صومها ، ولا تقضي صلاتها؟ فسكت» (١).
ومنها : ما رواه زيد الشحام ، قال : «دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليهالسلام فقال : يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال : هكذا يزعمون ، فقال : أبو جعفر عليهالسلام : بلغني أنك تفسر القرآن ، فقال له قتادة : نعم ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام : بعلم تفسره أم بجهل؟ قال : لا بعلم ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام : فان كنت تفسره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك ، قال قتادة : سل ، قال : أخبرني عن قول الله عزوجل في سبإ : وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ، فقال قتادة : ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمناً حتى يرجع إلى أهله ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرّجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ قال قتادة : اللهم نعم ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : ويحك يا قتادة ان كنت انما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وان كنت قد أخذته من الرّجال فقد هلكت وأهلكت ، ويحك يا قتادة ذلك من
__________________
(١) الوسائل ، ج ١٨ ، الباب السادس من أبواب صفات القاضي الحديث ٢٧.