به ، كما يشهد به (١) ما ورد في ردع أبي حنيفة وقتادة عن الفتوى به.
أو بدعوى أنه لأجل احتوائه (٢) على مضامين شامخة ومطالب
______________________________________________________
خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم هذا البيت عارفاً بحقنا يهوانا قلبه ، كما قال الله عزوجل : واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، ولم يعن البيت ، فيقول : إليه ، فنحن والله دعوة إبراهيم عليهالسلام التي من هوانا قلبه قبلت حجته ، وإلّا فلا ، يا قتادة : فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنم يوم القيامة ، قال قتادة : لا جرم والله لا فسّرتها الا هكذا ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : ويحك يا قتادة انما يعرف القرآن من خوطب به» (١).
وهاتان الروايتان تدلان على اختصاص فهم القرآن بالأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ، فليس للقرآن ظهور بالنسبة إلى غيرهم عليهمالسلام حتى يجوز العمل به حتى لو سلم حجية الظواهر.
(١) أي : بهذا الاختصاص ، وضمير «به» الآتي راجع إلى ظاهر الكتاب.
(٢) هذا الضمير وضمير «أنه» راجعان إلى الكتاب ، وهذا هو الوجه الثاني وحاصله : منع الصغرى أيضا ـ وهي الظهور ـ بعد عدم معرفة أبناء المحاورة بتلك المعاني الغامضة ، فجهلهم بها يمنع عن انعقاد الظهور ، ويشهد لهذا الوجه بعض الروايات :
منها : ما رواه العياشي في تفسيره عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : «سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ليس شيء أبعد من عقول الرّجال عن القرآن» (٢) ووردت هذه العبارة في رواية جابر (٣) ، ولأجل علو مضامين الكتاب العزيز لا يبلغ
__________________
(١) الكافي ، الروضة ، ص ٣١١ الحديث ٤٨٥.
(٢) الوسائل ، ج ١٨ ، الباب ١٣ من أبواب صفات القاضي ، ص ١٤٩ ، الحديث ٦٩.
(٣) الوسائل ، ج ١٨ ، الباب ١٣ من أبواب صفات القاضي ص ١٥٠ الحديث ٧٤.