على ذلك (١) ولو (٢) سلم شمولها لحمل اللفظ على ظاهره ، ضرورة (٣) أنه قضية التوفيق بينها وبين ما دل على جواز التمسك بالقرآن مثل خبر الثقلين (٤) ، وما دل (٥) على التمسك به والعمل بما فيه ، وعرض الاخبار
______________________________________________________
وبالجملة : فالظواهر خارجة عن التفسير بالرأي على كل تقدير إما موضوعاً وإما حكماً.
(١) أي : لا محيص عن حمل الاخبار الناهية عن التفسير بالرأي على غير الظاهر.
(٢) وصلية ، أي : ولو سلم شمول الروايات الناهية لحمل اللفظ على ظاهره.
(٣) تعليل لقوله : «لا محيص» وضمير «أنه» راجع إلى الحمل على غير الظاهر ، يعني : أن حمل الاخبار الناهية على غير الظاهر هو مقتضى الجمع بينها وبين الاخبار التي يستفاد منها حجية الكتاب.
(٤) قال في الوسائل : «وقد تواتر بين العامة والخاصة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» (١).
(٥) كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «انتفعوا ببيان الله واتعظوا بمواعظ الله واقبلوا نصيحة الله ، فان الله قد أعذر إليكم بالجلية واتخذ عليكم الحجة ، وبين لكم محابه من الأعمال ومكارهه منها ... إلى أن قال عليهالسلام : واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الّذي لا يغش والهادي الّذي لا يضل ، والمحدث الّذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة أو نقصان زيادة في هدى أو نقصان من عمى .. إلخ» (٢).
وكذا ما رواه حفص المؤذن وإسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليهالسلام في رسالة طويلة كتبها إلى جماعة من الشيعة ، وفيها : «قد أنزل الله القرآن
__________________
(١) الوسائل ج ١٨ ، الباب ٥ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٩.
(٢) نهج البلاغة باب الخطب ، الخطبة ١٧٦.