فكيف يحكم بتصديق الواحد وتكذيب خمسين ، وهكذا المراد بتصديق المؤمنين في قصة إسماعيل (١) ، فتأمل جيداً.
______________________________________________________
الآثار النافعة دون الضارة ، بل كان المراد ترتيب جميع الآثار الضارة والنافعة ـ كما هو المطلوب من التصديق في باب حجية خبر الواحد ـ فكيف يحكم بتصديق الواحد وتكذيب خمسين؟
(١) نقلها شيخنا الأعظم بعد تقريب الاستدلال بآية الأذن بقوله : «ويزيد في تقريب الاستدلال وضوحاً : ما رواه في فروع الكافي (١) في الحسن بابن هاشم» وساق الرواية ، وهي كما في الكافي بإسناده عن حريز قال : «كانت لإسماعيل ابن أبي عبد الله عليهالسلام دنانير وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن ، فقال إسماعيل : يا أبت ان فلاناً يريد الخروج إلى اليمن وعندي كذا وكذا ديناراً فترى أن أدفعها إليه يبتاع لي بضاعة من اليمن؟ فقال أبو عبد الله عليهالسلام : يا بني! أما بلغك أنه يشرب الخمر؟ فقال إسماعيل : هكذا يقول الناس ، فقال : يا بني لا تفعل ، فعصى إسماعيل أباه ودفع إليه دنانيره فاستهلكها ولم يأته بشيء منها ، فخرج إسماعيل ، وقضى أن أبا عبد الله عليهالسلام حج وحج إسماعيل تلك السنة ، فجعل يطوف بالبيت ويقول : اللهم أجرني واخلف عليّ ، فلحقه أبو عبد الله عليهالسلام فهمزه بيده من خلفه ، فقال له : مه يا بني ، فلا والله ما لك على الله حجة ، ولا لك أن يأجرك ولا يخلف عليك ، وقد بلغك أنه يشرب الخمر فائتمنته ، فقال إسماعيل : يا أبت اني لم أره يشرب الخمر ، انما سمعت الناس يقولون ، فقال يا بني : ان الله عزوجل يقول في كتابه : يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ، يقول : يصدق الله ويصدق المؤمنين ، فإذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم ، ولا
__________________
(١) الكافي ، ج ٥ ، ص ٢٩٩ الحديث : ١.