ملكه قاصر الصعلوك على عدمه ، وكاسي الجميل حلة الجمال هو سالبها القبيح. فاحمد أيها البهج خاصك ، ولا تغمط سواك ، فبيد الله العطية والحرمان. يتيه الأنسي ، والسّرفة (دويبة) أصنع من الآدمي ، تتخذ لنفسها بيتا من حطام الشجر ورفات النبات ، يعجب له الراؤون ويعجز عنه العاملون. والجارسة (النحلة) تبني من الشمع أحسن مسكن ، وتودعه طيّب الأري. وزمازمها تسبيح لملهم الخير من أراد. فما فضيلة الصنع إذا اتخذ قميصا للحرب كبارد الحبب (الفقاقيع التي تعلو وجه الماء) أو برد الحباب (الحية). غاية.
(٧) خافوا الله وتجنبوا المسكرات ، حمراء مثل النار. وصفراء كالدينار. وبيضاء تشبه الآل (السراب). وكميتا وصهباء ، وكلّ ما أدرك من الألوان. ولو كانت أقسام اللب (العقل) كرهاق (كمقدار) الحصى ، والسكرة من الجرع بمثل ذاك ، لقلت إن النغبة الواحدة حرام. ولو هجر أب لجناية ولد لحرم العنب لجريرة المدام. وهل لها من ذنب. إنما الذنب لعاصر الجون ، ومستخرجها وردية اللون ، وحابسها في الدن ، ومنتظرها برهة من الدهر ، وشاربها ورد العطشان ، وتفوّق الرضيع. فاجتنبوا ما يذهب العقول ، فبها عرف الصواب. غاية.
(٨) أصدق فأغضب. ويعجبني الكذب حين أكذب. إن عذّبت فبحق أعذّب. لو أنصفت لما غضبت من شتم السواب. غاية.
(٩) اتق الله ، فإنه جعلك عبد واحد ، فلا تكن عبد جميع ، تنصب وتجهد ولا يرضى منهم أحد. فاز بالخريص (التمر) غير الحريص. ما لم تنله بجدك لم تنله بطعان ولا ضراب. غاية.
(١٠) أملك من شداد بن عاد. ساعة تفتقر الأملاك. رجل اشترى كرّا وقصد منابت الشجر محتطبا ، فرجع بالعضد (ما قطع من الشجر) مكتسبا ، فأحل في المكسب وأطاب. غاية.
(١١) أمر لا يضرك الجهل به ، ولا يسألك عنه مولاك ، قولك : أخوك والزيدان ، أين منهما حرف الإعراب. غاية.
(١٢) لا يسخط الله عليك والملكان ، إذا لم تدر لم ضمّت تاء المتكلم أو فتحت تاء