تبلج عن بعض الرضى وانطوى على |
|
بقية عتب شارفت أن تصرّما |
وقال الصاحب : أمدح شعر البحتري قوله :
دنوت تواضعا وعلوت مجدا |
|
فشأناك انحدار وارتفاع |
كذاك الشمس تبعد أن تسامى |
|
ويدنو الضوء منها والشعاع |
ومن أظرف شعره وأرقه وألطفه قوله ، وكان أبو بكر الخوارزمي يقول لا تنشدونيها فأرقص طربا وما أقبح الرقص بالمشايخ :
يذكّرنيك والذكرى عناء |
|
مشابه فيك طيبة الشكول |
نسيم الروض في ريح شمال |
|
وصوب المزن في راح شمول |
وقال أبو القاسم الآمدي : قد أكثر الشعراء في ذكر الطلول والدمن والرسوم ، وأحسن وأعجب وأظرف ما قالوا فيه قول الطائي أبي تمام والبحتري ، فإنهما جاءا بالسحر الحلال والماء الزلال حيث قال أبو تمام :
أيها البرق بت بأعلى البراق |
|
واغد فيها بوابل غيداق |
دمن طالما التقت أدمع المز |
|
ن عليها وأدمع العشاق |
وقال البحتري :
أصبا الأصائل إن برقة منشد |
|
تشكو اختلافك بالهبوب السرمد |
لا تتعبي عرصاتها إن الهوى |
|
ملقى على تلك الرسوم الهمّد |
دمن مواثل كالنجوم فإن عفت |
|
فبأي نجم في الصبابة نهتدي |
فأربيا على من تقدمهما وأعجزا من تأخر عنهما.
وكان أبو القاسم الإسكافي أبلغ أهل خراسان يقول : تعلمت الكناية من شعر البحتري فكأنه كناية معقودة بالقول في قوله :
ما ضيع الله في بدو ولا حضر |
|
رعية أنت بالإحسان راعيها |
وأمة كان قبح الجور يسخطها |
|
دهرا فأصبح حسن العدل يرضيها |
ومما يطرب بلا سماع ويسكر بلا شراب قوله :