أحلى الهوى ما تحلو به التهم |
|
باح به العاشقون أو كتموا |
ومعرض صرّح الوشاة له |
|
فعلموه قتلي وما علموا |
يا ربّ خذ لي من الوشاة إذا |
|
قاموا وقمنا إليك نحتكم |
سعوا بنا لا سعت لهم قدم |
|
فلا لنا أصلحوا ولا لهم |
انتهى كلام الذهبي.
وقال ابن خلكان في ترجمة المذكور : نقلت من خط الشيخ الحافظ المحدث زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري المصري رحمهالله تعالى قال : حكى لي أبو المجد قاضي السويداء قال : كان بالشام شاعران ابن منير وابن القيسراني ، وكان ابن منير كثيرا ما يبكت ابن القيسراني بأنه ما صحب أحدا إلا نكب ، فاتفق أن أتابك عماد الدين زنكي صاحب الشام غنّاه مغن على قلعة جعبر وهو يحاصرها قول الشاعر :
ويلي من المعرض الغضبان إذ نقل ال |
|
واشي إليه حديثا كله زور |
سلمت فازورّ يزوي قوس حاجبه |
|
كأنني كأس خمر وهو مخمور |
فاستحسنهما زنكي وقال : لمن هذان؟ فقيل لابن منير وهو بحلب ، فكتب إلى والي حلب يسيّره إليه ، فسيّره ، فليلة وصل ابن منير قتل أتابك زنكي ، فعاد ابن منير صحبة العسكر إلى حلب ، فلما دخلها قال له ابن القيسراني : هذه بجميع ما كنت تبكتني به.
قلت : ولابن القيسراني المذكور في ابن منير وكان قد هجاه :
ابن منير هجوت مني |
|
خيرا أفاد الورى صوابه |
ولم تضيّق بذاك صدري |
|
فإن لي أسوة الصحابه |
وذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال في ترجمته : حدث الخطيب السديد أبو محمد عبد القاهر بن عبد العزيز خطيب حماة قال : رأيت أبا الحسين بن منير الشاعر في النوم بعد موته وأنا على قرنة بستان مرتفعة ، فسألته عن حاله وقلت له : اصعد إلي ، فقال : ما أقدر من رائحتي ، فقلت : تشرب الخمر؟ فقال : شرا من الخمر يا خطيب ، فقلت : ما هو؟ فقال : تدري ما جرى عليّ من هذه القصائد التي قلتها في مثالب الناس؟ فقلت له ما جرى عليك منها؟ فقال : لساني قد طال وثخن حتى صار مد البصر ، وكلما قرأت قصيدة منها قد صارت كلابا تتعلق في لساني. وأبصرته حافيا عليه ثياب رثة إلى