ونقلت من تاريخ إربل الذي عني بجمعه أبو البركات ابن المستوفي أن ياقوتا المذكور قدم إربل سنة سبع عشرة وستمائة ، وكان مقيما في خوارزم ، وفارقها للواقعة التي جرت فيها بين التتر والسلطان محمد بن بكش خوارزم ، وكان قد تتبع التواريخ وصنف كتابا سماه «إرشاد الألباء إلى معرفة الأدباء» يدخل في أربعة جلود كبار ذكر في أوله قال :
وجمعت في هذا الكتاب ما وقع إليّ من أخبار النحويين واللغويين والنسابين والقراء المشهورين والإخباريين والمؤرخين والوراقين المعروفين والكتاب المشهورين وأصحاب الرسائل المدونة وأرباب الخطوط المنسوبة المعينة وكل من صنف في الأدب تصنيفا أو جمع فيه تأليفا ، مع إيثار الاختصار والإعجاز في نهاية الإيجاز. ولم آل جهدا في إثبات الوفيات وتبيين المواليد والأوقات وذكر تصانيفهم ومستحسن أخبارهم والإخبار بأنسابهم وشيء من أشعارهم في تردادي البلاد ومخالطتي للعباد. وحذفت الأسانيد إلا ما قل رجاله وقرب مناله مع الاستطاعة لإثباتها سماعا وإجازة ، إلا أنني قصدت صغر الحجم وكبر النفع. وأثبت مواضع نقلي ومواطن أخذي من كتب العلماء المعول في هذا الشأن عليهم والرجوع في صحة النقل إليهم.
ثم ذكر أنه جمع كتابا في أخبار الشعراء المتأخرين والقدماء.
ومن تصانيفه أيضا كتاب «معجم البلدان» وكتاب «معجم الشعراء» وكتاب «معجم الأدباء» (هو إرشاد الألباء المتقدم الذكر) وكتاب «المشترك وضعا المختلف صقعا» وهو من الكتب النافعة ، وكتاب «المبدأ والمآل» في التاريخ وكتاب «الدول» و «مجموع كلام أبي علي الفارسي» و «عنوان كتاب الأغاني» و «المقتضب في النسب» يذكر فيه أنساب العرب. وكتاب «أخبار المتنبي». وكانت له همة عالية في تحصيل المعارف.
ثم ذكر ابن خلكان رسالة أرسلها المترجم من الموصل إلى القاضي الأكرم جمال الدين أبي الحسن القفطي وزير حلب يصف له حاله وما جرى له مع التتر وهربه منهم ، وهي طويلة جدا تدل على رسوخ قدم ياقوت في صناعة الإنشاء وطول باعه فيها فليرجع إليها من أحب الوقوف عليها. وقال بعد انتهائها : قال صاحبنا الكمال ابن الشعار الموصلي في كتاب «عقود الجمان» : أنشدني أبو عبد الله محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادي