وكأن إحداهن من نفح الصبا |
|
خود تلاعب موهنا أترابها |
لو كنت أملك للرياض صيانة |
|
يوما لما وطىء اللئام ترابها |
وقال أيضا :
خجل الورد حين لاحظه النرجس من حسنه وغار البهار
فعلت ذاك حمرة وعلت ذا حيرة واعترى البهار اصفرار
وغدا الأقحوان يضحك عجبا عن ثنايا لثاتهن نضار
ثم نمّ النمّام واستمع السوسن لما أذيعت الأسرار
عندها أبرز الشقيق خدودا صار فيها من لطمه آثار
سكبت فوقها دموع من الطل كما تسكب الدموع الغزار
فاكتسى ذا البنفسج الغض أثواب حداد إذ خانه الإصطبار
وأضر السقام بالياسمين الغض حتى أذابه الإضرار
ثم نادى الجزاء (١) في سائر الزهر فوافاه جحفل جرار
فاستجاشوا على محاربة النرجس بالخرّم الذي لا يبار
فأتوا في جواشن سابغات تحت سجف من العجاج يثار
ثم لما رأيت ذا النرجس الغض ضعيفا ما إن لديه انتصار
لو أزل أعمل التلطف للورد حذارا أن يغلب النوّار
فجمعناهم لدى مجلس تصخب فيه الأطيار والأوتار
لم ترى ذا وذا لقلت خدود تدمن اللحظ نحوها الأبصار
وقال أيضا :
بدر غدا يشرب شمسا غدت |
|
وحدّها في الوصف من حدّه |
تغرب في فيه ولكنها |
|
من بعد ذا تطلع في خدّه |
وقال أيضا :
ولم أنس ما عاينته من جماله |
|
وقد زرت في بعض الليالي مصلّاه |
ويقرأ في المحراب والناس خلفه : |
|
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله |
__________________
(١) في الديوان : ثم نادى الخيريّ.