النقيعة ، وللذبح يوم سابع المولود العقيقة ، وعند حذاق الصبي الحذاق ، وهو بفتح أوله وكسره تعليم الصبي القرآن أو العلم.
أقول : والذي تضمنه حديث موسى ابن بكر المتقدم أن الخرس النفاس بالولد ، والعذار الختان ، والوكار الرجل يشتري الدار (١) ولعل الجمع بين ما ذكر في الرواية وما ذكره هنا هو أن الأصل ما ذكره في الرواية من إطلاق هذه الأسماء على هذه المسميات فيها ، وإن أطلق على الطعام المتخذ في كل منها تسمية له باسم سببه.
ثم إن الأصحاب قد ذكروا هنا أمورا وهو أنه لا تقدير للوليمة بل المعتبر مسماها ، وكلما كثرت كان أفضل.
أقول : لا يخفى أن ما ذكروه هو مقتضى إطلاق الأخبار المتقدمة ، فإنها أعم من القليل والكثير ، وقد تقدم في حديث هشام أنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أولم على ميمونة بالحيس.
وروي في كتاب مجمع البيان (٢) عن أنس «أنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أولم على زينب بنت جحش بتمر وسويق وذبح شاة قال : وبعث إليه «أي أم سليم» بحيس في قعب ثور من حجارة فأمرني رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أن أدعو الصحابة إلى الطعام فدعوتهم فجعل القوم
__________________
(١) قال في المصباح : والخرس وزان قفل طعام يصنع للولادة. وقال أيضا : وعذرت الغلام والجارية عذرا من باب ضرب ختنه وأعذرته بالألف لغة. وفي القاموس : والغلام ختنه كعذره ويعذره ، وللقوم عمل طعام الختان والضيف ، وهو ظاهر فيما ذكرنا من الإطلاق على كل من الأمرين ، والوكيرة بالراء المهملة. قال في المصباح : طعام البناء. وقال في القاموس : والوكيرة طعام يعمل لفراغ البنيان ، والذي في الخبر انما هو اشتراء الدار ، يعنى أن الطعام المسمى بهذا الاسم انما يعمل في شراء الدار وبنيانها ، وكلام أهل اللغة كما ترى بخلافه ، وقال في المصباح : والنقيعة طعام يتخذ للقادم من السفر ، وقد أطلقت النقيعة أيضا على ما يصنع عند الاملاك ، وأما ما في الخبر من أن الطعام للقادم من مكة يسمى الركاز فلم أقف عليه في كلام أهل اللغة ولا غيرهم والله العالم. (منه ـ رحمهالله ـ).
(٢) مجمع البيان ج ٤ ص ٣٦١ ط صيدا.