البطش ، وزنا اللّسان النّطق ، والنّفس تمنّى وتشتهي ، والفرج يصدّق ذلك ويكذّبه».
* * *
__________________
ـ قوله : «والفرج يصدق ذلك ويكذبه» أي قد يحقق الزنا الحقيقي ويقع فيه وقد لا يفعل ذلك ويمتنع.
قال الحافظ في الفتح : قال ابن بطال : سمى النظر والنطق زنا لأنه يدعو إلى الزنا الحقيقي ، ولذلك قال : «والفرج يصدق ذلك ويكذبه». وقال ابن حجر أيضا في الموضع الثاني : وفي قوله : «والنفس تشتهي والفرج يصدق أو يكذب ما يستدل به على أن العبد لا يخلق فعل نفسه ، لأنه قد يريد الزنا مثلا ويشتهيه فلا يطاوعه العضو الذي يريد أن يزني به ، ويعجزه الحيلة فيه ولا يدري لذلك سببا ، ولو كان خالقا لفعله لما عجز عن فعل ما يريده مع وجود الطواعية واستحكام الشهوة فدل على أن ذلك فعل مقدر يقدرها إذا شاء ويعطلها إذا شاء».