الراهب ... (١) فإذا أتى أهله ضربوه وقالوا ما حبسك؟ فشكى ذلك إلى الراهب ، فقال : إذا أراد السّاحر أن يضربك فقل : حبسني أهلي ، وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل حبسني السّاحر ، فبينما هو كذلك إذ أتى يوما على دابّة فظيعة عظيمة قد حبست النّاس فلا يستطيعون أن يجوزوا ، وقال : اليوم أعلم أمر الرّاهب أحبّ إلى الله أم أمر السّاحر ، وأخذ حجرا وقال : اللهمّ إن كان أمر الرّاهب أحبّ إليك وأرضى لك من أمر السّاحر فاقتل هذه الدّابّة حتّى يجوز النّاس ، فرماها فقتلها ومضى النّاس فأخبر (٢) الرّاهب بذلك فقال : أي بنيّ ، أنت أفضل منّي ، وإنّك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدلّ عليّ وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء ويشفيهم.
وكان جليس للملك فعمي فسمع به فأتاه بهدايا كثيرة فقال : اشفني ولك ما هاهنا أجمع. فقال :
__________________
(١) لفظة غير واضحة بالأصل ، ولعلها «فيبكي».
(٢) في الأصل «فأخبروا» والتصحيح من رواية مسلم ، وهى الأرجح. والله أعلم.
__________________
ـ الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة البروج (رقم ٣٣٤٠) وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة ، باب الاستنصار عند اللقاء (رقم ٦١٤) وعزاه المزي في تحفة الأشراف المصنف في الكبرى : كتاب السير ، كلهم من طريق ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي ـ به. ـ