صيدها ، فيزفّونهم إلى الجنّة زفّا.
وإنّا لنبعث على آخرين من محبّينا وخيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطير الحبّ ، وينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا ، وسيؤتى بالواحد من مقصّري شيعتنا في أعماله ، بعد أن قد حاز الولاية والتقيّة وحقوق إخوانه ، ويوقف بإزائه ما بين مائة وأكثر من ذلك إلى مائة ألف من النصّاب ، فيقال له : هؤلاء فداؤك من النّار ، فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنّة ، وهؤلاء النصّاب النار ، وذلك ما قال الله عزوجل : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا)(١) يعني بالولاية (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ)(٢) في الدنيا منقادين للإمامة ، ليجعل مخالفوهم فداءهم من النّار» (٣).
وقال أميّة بن يزيد القرشي : قيل لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما العدل ، يا رسول الله؟ قال : «الفدية». قال : قيل : ما الصرف ، يا رسول الله؟ قال : «التوبة» (٤).
قال مؤلّف هذا الكتاب : لا منافاة بين التفسيرين في بني إسرائيل بحمل أحد التفسيرين على الظاهر ، والآخر على الباطن.
س ٤٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (٤٩) [البقرة : ٤٩]؟!
الجواب / قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال الله : واذكروا يا بني إسرائيل (إِذْ نَجَّيْناكُمْ) أنجينا أسلافكم (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) وهم الذين كانوا يدنون إليه
__________________
(١) الحجر الآية : ٢.
(٢) الحجر الآية : ٢.
(٣) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٢٤٠ / ١١٨ و ١١٩.
(٤) معاني الأخبار : ٢٦٥ / ٢.