يتأمّلونه ، ليعملوا بما يوجبه فيتخلّصوا من الضلالة ، ثم قال : (كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) الحقّ ، ولم ينظروا فيه من حيث أمرهم الله ، فقال بعضهم لبعض وهم مختلفون ، كقول اليهود والنصارى بعضهم لبعض ، هؤلاء يكفّر هؤلاء ، وهؤلاء يكفّر هؤلاء.
ثم قال الله تعالى : (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) في الدنيا يبيّن ضلالتهم وفسقهم ، ويجازي كلّ واحد منهم بقدر استحقاقه ... (١).
س ٩٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاَّ خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١٤)) [البقرة : ١١٤]؟!
الجواب / «قال الحسن بن عليّ عليهماالسلام (٢) : لمّا بعث الله محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكّة وأظهر بها دعوته ، ونشر بها كلمته ، وعاب أديانهم في عبادتهم الأصنام ، وأخذوه وأساءوا معاشرته ، وسعوا في خراب المساجد المبنيّة ، كانت لقوم من خيار أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وشيعة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ، كان بفناء الكعبة مساجد يحيون فيها ما أماته المبطلون ، فسعى هؤلاء المشركون في خرابها ، وأذى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وسائر أصحابه ، وألجؤوه إلى الخروج من مكّة نحو المدينة ، التفت خلفه إليها ، فقال : الله يعلم أنّي أحبّك ، ولو لا أنّ أهلك أخرجوني عنك لما آثرت عليك بلدا ، ولا ابتغيت عنك بدلا ، وإنّي لمغتم على مفارقتك.
__________________
(١) نفس المصدر السابق : ٥٤٤ ، ٣٢٦.
(٢) في طبعة : عليّ بن الحسين.