مخاطبة عامة المسلمين ، ولمزيد من التأكيد تخاطب الجملة التالية المسلمين وتقول : (حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
س ١٢٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٥٠) [البقرة : ١٥٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : يعني : ولا الذين ظلموا منهم ، و (إِلَّا) في موضع «ولا» وليست هي استثناء (١).
وهو ما قاله أبو عبيدة : إنّ (إِلَّا) بمعنى الواو ، أي ولا الذين ظلموا ، وأنكره عليه الغرّاء والمبرّد (٢).
س ١٢٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) (١٥١) [البقرة : ١٥١]؟!
الجواب / أقول : الآية أعلاه ابتدأت بكلمة «كما» إشارة إلى أن تغيير القبلة ليس هو النعمة الوحيدة التي أنعمها الله عليكم ، بل منّ عليكم بنعم كثيرة (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ).
وكلمة «منكم» قد تعني أن الرسول بشر مثلكم ، والإنسان وحده هو القادر على أن يكون مربّي البشر وقدوتهم وأن يتحسس آمالهم وآلامهم ، وتلك نعمة كبرى أن يكون الرسول بشرا «منكم».
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٦٣.
(٢) مجمع البيان : ج ١ ، ص ٤٢٧.