تنازع إليه ، فعلى هذا جائز أن يقال أنه قادر على أفعال العباد بمعنى أنه قادر على المنع منها ، والتمكين منها دون ما يستحيل من القدرة على إيجادها (١).
س ١٥٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) (١٩٠) [آل عمران : ١٩٠]؟!
الجواب / قال هشام بن الحكم ، قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام : «يا هشام ، إنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في كتابه ، فقال : (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ)(٢).
وساق الحديث بطوله ، وقال عليهالسلام فيه :
«ثمّ ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر ، وحلّاهم بأحسن الحلية ، فقال : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ)(٣) ، وقال : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ)(٤) ، وقال : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) وقال : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)(٥) ، وقال : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)(٦) ، وقال : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ
__________________
(١) التبيان : ج ٣ ، ص ٧٧.
(٢) الزمر : ٣٩ / ١٧ ، ١٨.
(٣) البقرة : ٢ / ٢٦٩.
(٤) آل عمران : ٣ / ٧.
(٥) الرعد : ١٣ / ١٩.
(٦) الزمر : ٣٩ / ٩.