٣ ـ قال أمير المؤمنين عليهالسلام لأبي بكر يوما : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وأشهد أنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مات شهيدا ، والله ليأتينّك ، فأيقن إذا جاءك ، فإنّ الشيطان غير متخيّل به ، فأخذ عليّ عليهالسلام بيد أبي بكر فأراه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال عليهالسلام : «يا أبا بكر ، آمن بعليّ وبأحد عشر من ولده ، إنّهم مثلي إلّا النبوّة وتب إلى الله ممّا في يدك فإنّه لا حقّ لك فيه. قال : ثمّ ذهب فلم يره» (١).
٤ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «أتى رجل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إنّي راغب نشيط في الجهاد في سبيل الله ، قال : فجاهد في سبيل الله ، فإنّك إن تقتل كنت حيّا عند الله ترزق ، وإن متّ فقد وقع أجرك على الله ، وإن رجعت خرجت من الذنوب إلى الله ، هذا تفسير (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً)(٢).
س ١٣٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) (١٧١) [آل عمران : ١٧١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : يعني هؤلاء الذين قتلوا في سبيل الله الذين وصفهم بأنهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ، وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ، فوصفهم ههنا بأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل. وفضل الله وإن كان هو النعمة قيل في تكراره ههنا قولان :
أحدهما : لأنها ليست نعمة مضيقة على قدر الكفاية من غير مضاعفة السرور واللذة.
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ٤٤٨ ، ح ١٣.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٧٠.