وكمن النهار وسار بهنّ الليل ماشيا على رجليه ، فقدم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد تعلّقت قدماه دما ومدّة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أتدري ما نزل فيك»؟ فأعلمه بما لا عوض له لو بقي في الدنيا ما كانت الدنيا باقية. قال : «يا عليّ ، نزل فيك (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) فالذكر أنت ، والإناث بنات رسول الله ، يقول الله تبارك وتعالى : (فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) إلى قوله : (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ)(١).
وقال الأصبغ بن نباتة : قال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في قوله تعالى : (ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) : «قال رسول الله : أنت الثواب ، وأصحابك الأبرار» (٢).
س ١٥٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (١٩٦) مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٩٧) لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ (١٩٨) وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (١٩٩) [آل عمران : ١٩٦ ـ ١٩٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ينادي للإيمان ، إلى قوله : (إِنَّكَ لا
__________________
(١) الاختصاص : ص ١٤٦.
(٢) شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ١٩٠.