ومن يبتغ غير عبادة الخالق دينا ، فهو كافر ، والإله هو الخالق.
وقال عكرمة : إن قوما من اليهود قالوا : نحن المسلمون ، فأنزل الله تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) فأمرهم بالخروج إلى الحج الذي هو من فرض الإسلام ، فقعدوا عنه وبان انسلاخهم من الإسلام ، لمخالفتهم له فأنزل الله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ).
فالخسران ذهاب رأس المال. ويقال : خسر نفسه أي أهلك نفسه. وقيل خسر عمله أي أبطل عمله بأن أوقعه على وجه يقبح لا يستحق عليه الثواب. وكل واحد منهما خسر لذهاب رأس المال (١).
س ٧٦ : ما هو سبب نزول قوله تعالى :
(كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٨٦) أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (٨٧) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٨٨) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٨٩) [آل عمران : ٨٦ ـ ٨٧ ـ ٨٨ ـ ٨٩]؟!
الجواب / قال الطّبرسي في (مجمع البيان) : في قوله : (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ) ـ إلى قوله تعالى ـ (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) ، قيل : نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له : الحارث بن سويد بن الصامت ، وكان قتل المجذّر بن زياد البلويّ غدرا وهرب ، وارتدّ عن الإسلام ، ولحق بمكّة ، ثمّ ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هل لي من توبة؟ فسألوا ،
__________________
(١) التبيان : ج ٢ ، الشيخ الطوسي ، ص ٥١٨