أقدم الأديان ، وكتابنا أعرق الكتب السماوية. وكانوا يقولون : إن عنصرنا أسمى من عنصر العرب ، ونحن المؤهلون لحمل الرسالة لا غيرنا ، ون العرب أهل أوثان.
وكانوا يدّعون أحيانا أنهم أبناء الله وأن الجنة لهم لا لغيرهم.
القرآن يرد على كل هذه الأقاويل ويقول : (أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ).
فالله سبحانه ليس ربّ شعب أو قبيلة معينة ، إنه ربّ العالمين.
واعلموا أيضا أن لا امتياز لأحد على غيره إلّا بالأعمال وكل شخص رهن أعماله (وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ).
مع فارق هو إن كثيرا منكم مشركون (وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ)(١).
س ١١٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (١٤٠) [البقرة : ١٤٠]؟!
الجواب / قال الإمام الكاظم عليهالسلام ـ في حديث طويل ذكر فيه النصّ والإشارة على أبي الحسن الرضا عليهالسلام ـ : «يا يزيد ، إنّها وديعة عندك فلا تخبر بها إلا عاقلا ، أو عبدا تعرفه صادقا ، وإن سئلت عن الشّهادة فاشهد بها ، وهو قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها)(٢) وقال أيضا : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ)(٣).
__________________
(١) الأمثل ، المجلد الأول ، ص ٢٤٨.
(٢) النساء : ٥٨.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٤.