س ٦١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥) وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٧٦) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ)(٧٧) [البقرة : ٧٥ ـ ٧٧]؟!
الجواب / قال الإمام العسكري عليهالسلام : «فلمّا بهر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هؤلاء اليهود بمعجزته ، وقطع معاذيرهم بواضح دلالته ، لم يمكنهم مراجعته (١) في حجّته ، ولا إدخال التلبيس عليه في معجزته ، قالوا : يا محمّد ، قد آمنا بأنّك الرسول الهادي المهديّ ، وأنّ عليّا أخاك هو الوصيّ والوليّ.
وكانوا إذا خلوا باليهود الآخرين يقولون لهم : إنّ إظهارنا له الإيمان به أمكن لنا على دفع مكروهه ، وأعون لنا على اصطلامه (٢) واصطلام أصحابه ، لأنّهم عند اعتقادهم أنّنا معهم يقفوننا على أسرارهم ، ولا يكتموننا شيئا ، فنطلع عليهم أعداءهم ، فيقصدون أذاهم بمعاونتنا ومظاهرتنا ، في أوقات اشتغالهم واضطرابهم ، وفي أحوال تعذّر المدافعة والامتناع من الأعداء عليهم.
وكانوا مع ذلك ينكرون على سائر اليهود إخبار النّاس عمّا كانوا يشاهدونه من آياته ، ويعاينونه من معجزاته ، فأظهر الله تعالى محمّدا رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم على سوء اعتقادهم ، وقبح دخائلهم ، وعلى إنكارهم على من اعترف بما شاهده من آيات محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وواضح بيّناته ، وباهر معجزاته.
__________________
(١) راجعه الكلام مراجعة : حاوره إيّاه. «لسان العرب ـ رجع ـ ٨ : ١١٦».
(٢) الاصطلام : الاستئصال. «الصحاح ـ صلم ـ ٥ : ١٩٦٧».