س ١٨٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٢١١) [البقرة : ٢١١]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام في قوله : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) : «فمنهم من آمن ، ومنهم من جحد ، ومنهم من أقرّ ، ومنهم من أنكر ، ومنهم من يبدّل نعمة الله» (١).
س ١٨١ : من الذي يزين الدنيا في أنظار الكافرين؟ في قوله تعالى : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) [البقرة : ٢١٢]؟!
الجواب / أقول : بعض المفسرين يرون أنّ هذه المشتهيات من عمل الشيطان الذي يزيّنها في أعين الناس ، ويستدلّون على ذلك بقوله تعالى : (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ)(٢) وأمثالها. إلّا أنّ هذا الاستدلال لا يبدو صحيحا ، لأنّ الكلام في الآية التي نبحث فيها لا تتكلّم عن «الأعمال» ... إنّ التفسير الذي يبدو صحيحا هو أنّ الله هو الذي زيّن للناس ذلك عن طريق الخلق والفطرة والطبيعة الإنسانية.
إنّ الله هو الذي جعل حبّ الدنيا في جبلّة الإنسان لكي يختبره ويسير به في طريق التربية والتكامل ، كما يقول القرآن : (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ)(٣)(٤).
__________________
(١) نفس المصدر : ج ١ ، ص ١٠٣ ، ح ٣٠٤.
(٢) النمل : ٢٤.
(٣) الكهف : ٧.
(٤) الأمثل ، المجلد الثاني ، ص ٣٠٥.