«فكذلك الملائكة ، إنّ شأن الملائكة عظيم ، وإنّ خطبهم جليل» (١).
س ٨٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١٠٤) [البقرة : ١٠٤]؟!
الجواب / قال موسى بن جعفر عليهماالسلام : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا قدم المدينة كثر حوله المهاجرون والأنصار ، وكثرت عليه المسائل ، وكانوا يخاطبونه بالخطاب الشريف العظيم الذي يليق به ، وذلك أنّ الله تعالى كان قال لهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)(٢).
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهم رحيما ، وعليهم عطوفا ، وفي إزالة الآثام عنهم مجتهدا ، حتّى أنّه كان ينظر إلى كلّ من كان يخاطبه فيعمد على أن يكون صوته صلىاللهعليهوآلهوسلم مرتفعا على صوته ، ليزيل عنه ما توعده الله به من إحباط أعماله ، حتى أن رجلا أعرابيا ناداه يوما وهو خلف حائط بصوت له جهوريّ : يا محمّد ، فأجابه بأرفع من صوته ، يريد أن لا يأثم الأعرابي بارتفاع صوته.
فقال له الأعرابي : أخبرني عن التوبة إلى متى تقبل؟
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أخا العرب ، إنّ بابها مفتوح لابن آدم ، لا ينسدّ حتى تطلع الشمس من مغربها ، وذلك قوله عزوجل : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) وهو طلوع الشمس من مغربها (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٧١ / ٣٠٤.
(٢) الحجرات ٤٩ : ٢.