فدعا الله عزوجل بهم موسى عليهالسلام وأحياهم الله عزوجل ، فقال موسى عليهالسلام : سلوهم لماذا أصابهم؟ فسألوهم ، فقالوا : يا بني إسرائيل ، أصابنا ما أصابنا لإبائنا اعتقاد إمامة عليّ بعد اعتقادنا نبوّة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لقد رأينا بعد موتنا هذا ممالك ربّنا من سماواته وحجبه وعرشه وكرسيّه وجنانه ونيرانه ، فما رأينا أنفذ أمرا في جميع تلك الممالك وأعظم سلطانا من محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وإنّا لمّا متنا بهذه الصاعقة ذهب بنا إلى النيران ، فناداهم محمّد وعليّ : كفّوا عن هؤلاء عذابكم ، فهؤلاء يحيون بمسألة سائل يسأل ربّنا عزوجل بنا وبآلنا الطاهرين ، وذلك حين لم يقذفونا في الهاوية وأخّرونا إلى بعثتنا بدعائك ـ يا موسى بن عمران ـ بمحمد وآله الطيّبين.
فقال الله عزوجل لأهل عصر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : فإذا كان بالدّعاء بمحمّد وآله الطيّبين نشر ظلمة أسلافكم المصعوقين بظلمهم ، أفما يجب عليكم أن لا تتعرّضوا إلى مثل ما هلكوا به إلى أن أحياهم الله عزوجل؟» (١).
س ٤٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (٥٧) [البقرة : ٥٧]؟!
الجواب / قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال الله عزوجل : (وَ) اذكروا ـ يا بني إسرائيل ـ إذ (ظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ) لمّا كنتم في التّيه ، يصيبكم حرّ الشّمس وبرد القمر (وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَ) الترنجبين (٢) ، كان يسقط على
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٢٥٦ / ١٢٥.
(٢) الترنجبين : معرّب الترانگبين ، وهو كلّ طلّ ينزل من السماء على شجر أو حجر ، ويحلو وينعقد عسلا ، ويجفّ جفاف الصمغ. «تاج العروس ـ منن ـ ٩ : ٣٥٠».