س ٤٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) (٤٦) [البقرة : ٤٥ ـ ٤٦]؟!
الجواب / قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال الله عزوجل لسائر اليهود والكافرين والمشركين : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) بالصبر عن الحرام ، وعلى تأدية الأمانات ، وبالصبر عن الرئاسات الباطلة ، وعلى الاعتراف لمحمّد بنبوّته ولعليّ بوصيّته.
واستعينوا بالصبر على خدمتهما ، وخدمة من يأمرانكم بخدمته على استحقاق الرضوان والغفران ودائم نعيم الجنان في جوار الرّحمن ، ومرافقة خيار المؤمنين ، والتمتّع بالنظر إلى عترة محمد سيّد الأوّلين والآخرين ، وعليّ سيّد الوصيّين والسادة الأخيار المنتجبين. فإنّ ذلك أقرّ لعيونكم ، وأتمّ لسروركم ، وأكمل لهدايتكم من سائر نعيم الجنان ، واستعينوا أيضا بالصلوات الخمس ، وبالصلاة على محمد وآله الطيبين سادة الأخيار على قرب الوصول إلى جنّات النعيم.
(وَإِنَّها) أي هذه الفعلة من الصلوات الخمس ، والصلاة على محمد وآله الطيبين مع الانقياد لأوامرهم ، والإيمان بسرّهم وعلانيتهم ، وترك معارضتهم ب (لم وكيف) (لَكَبِيرَةٌ) عظيمة (إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) الخائفين من عقاب الله في مخالفته في أعظم فرائضه.
ثمّ وصف الخاشعين فقال : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) الذين يقدّرون أنهم يلقون ربّهم ، اللقاء الذي هو أعظم كراماته لعباده ، وإنما قال : (يَظُنُّونَ) لأنهم لا يدرون بماذا يختم لهم ، والعاقبة مستورة [عنهم] (وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) إلى كراماته ونعيم جنانه ، لإيمانهم وخشوعهم ، لا يعلمون