س ٨٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (١٠٣) [البقرة : ١٠٢ ـ ١٠٣]؟!
الجواب / قال الصادق عليهالسلام : (وَاتَّبَعُوا) هؤلاء اليهود والنواصب (وَما تَتْلُوا) ما تقرأ (الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) وزعموا أن سليمان بذلك السحر والتدبير والنّيرنجات (١) ، نال ما ناله من الملك العظيم ، فصدّوهم به عن كتاب الله ، وذلك أنّ اليهود الملحدين والنواصب المشاركين لهم في إلحادهم لمّا سمعوا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فضائل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وشاهدوا منه ومن عليّ عليهالسلام المعجزات التي أظهرها الله تعالى لهم على أيديهما ، أفضى بعض اليهود والنصّاب إلى بعض ، وقالوا : ما محمّد إلّا طالب الدنيا بحيل ومخاريق وسحر ونيرنات تعلّمها ، وعلّم عليّا بعضها ، فهو يريد أن يتملّك علينا في حياته ، ويعقد الملك لعليّ بعده ، وليس ما يقوله عن الله بشيء ، إنّما هو قوله ، فيعقد علينا وعلى ضعفاء عباد الله بالسحر والنّيرنجات التي يستعملها.
__________________
(١) النّيرنج : أخد كالسحر وليس به ، أي ليس بحقيقته ولا كالسحر ، إنما هو تشبيه وتلبيس. «تاج العروس ـ نرج ٢ : ١٠٥».