س ١٨٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٢١٦) [البقرة : ٢١٦]؟!
الجواب / قال علي عليهالسلام : «الجهاد فرض على جميع المسلمين لقول الله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) فإن قامت بالجهاد طائفة من المسلمين وسع سائرهم التخلّف عنه ما لم يحتج الذين يلون الجهاد إلى المدد ، فإن احتاجوا لزم الجميع أن يمدّوهم حتى يكتفوا ، قال الله تعالى : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً)(١) فإن دهم أمر يحتاج فيه إلى جماعتهم نفروا كلّهم ، قال الله عزوجل : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ)(٢)» (٣).
س ١٨٧ : ما هو سبب نزول قوله تعالى :
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢١٧) [البقرة : ٢١٧]؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : إنّه كان سبب نزولها : إنّه لمّا هاجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المدينة ، بعث السّرايا إلى الطرقات التي تدخل مكّة ،
__________________
(١) التوبة : ١٢٢.
(٢) التوبة : ٤١.
(٣) دعائم الإسلام : ج ١ ، ص ٣٤١.