س ١٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) (١٣) [البقرة : ١٣]؟!
الجواب / قال الإمام موسى بن جعفر عليهمالسلام : «إذا قيل لهؤلاء الناكثين للبيعة ـ قال لهم خيار المؤمنين كسلمان ، والمقداد ، وأبي ذرّ ، وعمّار ـ : آمنوا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعليّ عليهالسلام الذي أوقفه موقفه ، وأقامه مقامه ، وأناط (١) مصالح الدين والدنيا كلّها به ، آمنوا بهذا النبيّ ، وسلّموا لهذا الإمام في ظاهر الأمر وباطنه ، كما آمن الناس المؤمنون كسلمان ، والمقداد ، وأبي ذرّ ، وعمّار.
قالوا في الجواب لمن يفضون (٢) إليه ، لا كهؤلاء المؤمنين ، لأنهم لا يجسرون (٣) على مكاشفتهم بهذا الحديث ، ولكنّهم يذكرون لمن يفضون إليه من أهليهم الذين يثقون بهم من المنافقين ، ومن المستضعفين ، ومن المؤمنين الذين هم بالسرّ عليهم واثقون يقولون لهم : (أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ) يعنون سلمان وأصحابه ، لما أعطوا عليّا عليهالسلام خالص ودّهم ، ومحض طاعتهم ، وكشفوا رؤوسهم لموالاة أوليائه ، ومعاداة أعدائه ، حتى إذا اضمحلّ أمر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم طحطحهم (٤) أعداؤه ، وأهلكهم سائر الملوك والمخالفون لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أي فهم بهذا التعرّض لأعداء محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم جاهلون سفهاء. قال الله عزوجل : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) الأخفّاء العقول والآراء ،
__________________
(١) ناط الشّيء ينوطه نوطا ، أي علّقه. (الصحاح ـ نوط ـ ٣ : ١١٦٥).
(٢) أعلمه بالسر (المعجم الوسيط : ج ٢ ، ٦٩٣).
(٣) أي أقدم.
(٤) طحطح بهم : إذا بدّدهم ، وطحطحت الشيء : كسرته وفرّقته. (الصحاح ـ طحطح ـ (١ : ٣٨٦).