ببعض ، فذلك ما حكى الله عزوجل عن موسى من قوله للسامريّ : (وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً)(١) فأمره الله ، فبرده بالمبارد ، وأخذ سحالته فذرّاها في البحر العذب ، ثمّ قال لهم : اشربوا منه ، فشربوا ، فكلّ من كان عبده اسودّت شفتاه وأنفه ممّن كان أبيض اللون ، ومن كان منهم أسود اللون أبيضّت شفتاه وأنفه ، فعند ذلك أنفذ فيهم حكم الله» (٢).
س ٧٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) (٩٦) [البقرة : ٩٤ ـ ٩٦]؟!
الجواب / قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام : إنّ الله تعالى لمّا وبّخ هؤلاء اليهود على لسان رسوله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وقطع معاذيرهم ، وأقام عليهم الحجج الواضحة بأنّ محمدا سيّد النبيّين ، وخير الخلائق أجمعين ، وأنّ عليّا سيّد الوصيّين ، وخير من يخلّفه بعده في المسلمين وأنّ الطيّبين من آله هم القوّام بدين الله ، والأئمّة لعباد الله عزوجل ، وانقطعت معاذيرهم ، وهم لا يمكنهم إيراد حجّة ولا شبهة ، فجاءوا إلى أن تكاثروا ، فقالوا : ما ندري ما نقول ، ولكنّا نقول : إنّ الجنّة خالصة لنا من دونك ـ يا محمّد ـ ودون عليّ ، ودون أهل دينك وأمّتك ، وإنا بكم مبتلون
__________________
(١) طه : ٩٧.
(٢) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٢٤ ، ٢٩٠ و ٢٩١.