أعدائهما ، وإن كان ملء ما بين الثرى إلى العرش ذهبا يتصدّق به في سبيل الله ، فتلك من البشارات التي يبشّرون بها ، وذلك قوله عزوجل : (وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) شيعة محمّد وعليّ ومن تبعهم من أخلافهم وذراريهم (١).
س ٧٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ)(٩٨) [البقرة : ٩٨]؟!
الجواب / قال الإمام العسكري عليهالسلام : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ) لإنعامه على محمّد وعليّ ، وعلى آلهما الطيّبين ، وهؤلاء الذين بلغ من جهلهم أن قالوا : نحن نبغض الله الذي أكرم محمّدا وعليّا بما يدّعيان.
(وَجِبْرِيلَ) ومن كان عدوّا لجبرئيل ، لأن الله تعالى جعله ظهيرا لمحمّد وعليّ عليهماالسلام على أعداء الله ، وظهيرا لسائر الأنبياء والمرسلين كذلك.
(وَمَلائِكَتِهِ) يعني ومن كان عدوّا لملائكة الله المبعوثين لنصرة دين الله ، وتأييد أولياء الله ، وذلك قول بعض النصّاب المعاندين : برئت من جبرئيل الناصر لعليّ.
وقوله تعالى : (وَرُسُلِهِ) ومن كان عدوّا لرسل الله موسى وعيسى ، وسائر الأنبياء الذين دعوا إلى نبوّة محمّد وإمامة عليّ ، وذلك قول النواصب : برئنا من هؤلاء الرّسل الذين دعوا إلى إمامة عليّ.
ثمّ قال : (وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) أي ومن كان عدوّا لجبرئيل وميكائيل ، وذلك كقول من قال من النصّاب ، لمّا قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في عليّ عليهالسلام : جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وإسرافيل من خلفه ، وملك الموت أمامه ،
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٤٨ / ٢٩٦.