أصحابك قرآنا ، وتلا عليه الآيات من آخر آل عمران إلى آخرها» والحمد لله ربّ العالمين (١).
س ١٥٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) (١٩٥) [آل عمران : ١٩٥]؟!
الجواب / روى الشيخ المفيد في (الاختصاص) : بإسناده إلى عليّ بن أسباط ، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب ، وذكر حديثا يتضمّن أنّ لأمير المؤمنين عليهالسلام سبعين منقبة لا يشركه فيها أحد من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، منها : أوّل خصاله المواساة ، قالوا : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم له : «إنّ قريشا قد أجمعوا على قتلي ، فنم على فراشي» فقال : «بأبي أنت وأمّي ، السمع والطاعة لله ولرسوله» فنام على فراشه ، ومضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لوجهه ، وأصبح عليّ عليهالسلام وقريش تحرسه ، فأخذوه فقالوا : أنت الذي غدرتنا منذ الليلة؟ فقطعوا له قضبان الشجر ، فضرب حتى كادوا يأتون على نفسه ، ثمّ أفلت من بين أيديهم ، وأرسل إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو في الغار أن «اكتر ثلاثة أباعر : واحدا لي ، وواحدا لأبي بكر ، وواحدا للدّليل ، واحمل أنت بناتي إلى أن تلحق بي» ففعل.
[ومن خصاله عليهالسلام الحفيظة والكرم] قال ابن دأب : فما الحفيظة والكرم؟ قالوا : مشى على رجليه ، وجعل بنات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الظهر ،
__________________
(١) نهج البيان : ج ١ ، ص ٧٩ «مخطوط».