أي ما ربحوا في تجارتهم في الآخرة ، لأنّهم اشتروا النّار وأصناف عذابها بالجنّة التي كانت معدّة لهم ، لو آمنوا (وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) إلى الحقّ والصواب» (١).
س ١٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (١٧) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (١٨) [البقرة : ١٧ ـ ١٨]؟!
الجواب / قال موسى بن جعفر عليهالسلام : «مثل هؤلاء المنافقين (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) أبصر بها ما حوله ، فلمّا أبصر ذهب الله بنورها بريح أرسلها فأطفأها ، أو بمطر.
كذلك مثل هؤلاء المنافقين ، لمّا أخذ الله تعالى عليهم من البيعة لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام أعطوا ظاهرا شهادة : أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، وأن عليّا وليّه ووصيّه ووارثه وخليفته في أمّته ، وقاضي دينه ، ومنجز عداته ـ أي قضاها ـ ، والقائم بسياسة عباد الله مقامه ، فورث مواريث المسلمين بها ، ونكح في المسلمين بها ، فوالوه من أجلها ، وأحسنوا عنه الدفاع بسببها ، واتّخذوه أخا يصونونه ممّا يصونون عنه أنفسهم ، بسماعهم منه لها (٢).
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام ص ١٢٥ ، ح ٦٤ ، وقال علي بن إبراهيم : الضّلالة ها هنا : الحيرة ، والهدى : البيان ، فاختاروا الحيرة والضّلالة على الهدى والبيان ، فضرب الله فيهم مثلا. (تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٤).
(٢) قال العلامة المجلسيّ (رحمهالله) : الضمير في (منه) راجع إلى أمير المؤمنين ، وفي (لها) إلى الأنفس ، أي بأنّهم كانوا يسمعون منه عليهالسلام ما ينفع أنفسهم من المعارف والأحكام والمواعظ ، أو ضمير (سماعهم) راجع إلى المسلمين ، وضمير (منه) إلى المنافق ، وضمير (لها) إلى الشهادة ، أي اتّخاذهم له أخا بسبب أنّهم سمعوا منه الشهادة.