النّار بعينه أبدا إلّا ما يراه ، فيقال له : لو كنت على غير هذا لكان ذلك مأواك ، وإلا ما يباشره منها إن كان مسرفا على نفسه بما دون الكفر إلّا أن ينظّف بجهنّم ، كما ينظّف درنه بالحمّام الحامي ، ثمّ ينقل عنها بشفاعة مواليه» (١).
والشيخ في (أماليه) : بإسناده عن عليّ عليهالسلام ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه تلا هذه الآية : (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) قيل : يا رسول الله ، من أصحاب النّار؟ قال : «من قاتل عليّا بعدي ، فأولئك أصحاب النّار مع الكفّار ، فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم ، ألا وإنّ عليّا بضعة منّي ، فمن حاربه فقد حاربني وأسخط ربّي». ثمّ دعا عليّا فقال : «يا عليّ ، حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وأنت العلم فيما بيني وبين أمّتي» (٢).
وقال الشيخ الطوسي في التبيان : الآية الأخيرة متناولة لمن آمن بالله وصدق به ، وصدق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في ولاية علي عليهالسلام ـ وعمل الصالحات التي أوجبها الله تعالى عليه ، فانه يستحق بها الجنة خالدا ابدا. وظاهرها يمنع من ان مرتكب الكبيرة مخلد في النار ، لأنه إذا كان مؤمنا مستحقا للثواب الدائم ، فلا يجوز ان يستحق مع ذلك عقابا دائما ، لأن ذلك خلاف ما اجمع المسلمون عليه ومتى عادوا إلى الأحباط ، كلموا فيه بينهم وبين بطلان قولهم.
س ٦٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (٨٣) [البقرة : ٨٣]؟!
الجواب / هنالك روايات عديدة وردت عن الإمام العسكري عليهالسلام نذكر منها هذه الرواية :
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٣٠٣ / ١٤٦ ـ ١٤٨.
(٢) الأمالي ١ : ٣٧٤.