والمنكر ، لا على الضّعيف الذي لا يهتدي سبيلا إلى أيّ من أيّ ، يقول من الحق إلى الباطل ، والدليل على ذلك كتاب الله عزوجل ، قوله : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) فهذا خاصّ غير عام ، كما قال الله عزوجل : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(١) ولم يقل على أمّة موسى ، ولا على كلّ قومه ، وهم يومئذ أمم مختلفة ، والأمّة واحد فصاعدا ، كما قال الله عزوجل : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ)(٢) يقول : مطيعا لله عزوجل وليس على من يعلم ذلك في هذه الهدنة من حرج إذا كان لا قوّة له ، ولا عذر ، ولا طاعة».
قال مسعدة ، وسمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : وسئل عن الحديث الذي جاء عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر» ما معناه؟
قال عليهالسلام : «هذا على أن يأمره بعد معرفته وهو مع ذلك يقبل منه وإلّا فلا» (٣).
س ٩١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (١٠٥) [آل عمران : ١٠٥]؟!
الجواب / قال علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ في حديث ـ : «لما خطب أبو بكر قام إليه أبيّ بن كعب ، وكان يوم الجمعة أوّل يوم من شهر رمضان ، وقال : وايم الله ما أهملتم ، لقد نصب لكم علم. يحلّ لكم الحلال ، ويحرّم عليكم الحرام ، ولو أطعتموه ما اختلفتم ، ولا تدابرتم ، ولا تقاتلتم ولا برىء بعضكم من بعض ، فو الله إنّكم بعد لناقضون عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّكم على
__________________
(١) الأعراف : ١٥٩.
(٢) النّحل : ١٢٠.
(٣) الكافي : ج ٥ ، ص ٥٩ ، ح ١٦.