المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ... أما بعد : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض».
وقال ابن نمير : قال أصحابنا عن الأعمش ، أنّه قال : «انظروا كيف تخلفوني فيهما؟» (١).
وفي رواية أخرى قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّي فرطكم على الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقليّ كيف تخلفوني فيهما». فاعتلّ علينا. لا ندري ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين ، فقال : يا نبيّ الله ، بأبي أنت وأمّي ، ما الثقلان؟
قال : «الأكبر منهما كتاب الله ، طرف بيد الله تعالى ، وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ، ولا تولّوا ولا تعرضوا ، والأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي ، فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ، فإنّي سألت لهم اللطيف الخبير
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل : ج ٣ ، ص ١٤.