وروي عن أبي رافع بطرق كثيرة ، أنّه لمّا انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الرّوحاء ، قالوا : لا الكواعب أردفتم ، ولا محمّدا قتلتم ، ارجعوا. فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فبعث في آثارهم عليا عليهالسلام في نفر من الخزرج ، فجعل لا يرتحل المشركون من منزل إلّا نزله عليّ عليهالسلام فأنزل الله تعالى : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ).
وفي خبر أبي رافع : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تفل على جراحه ودعا له ، وبعثه خلف المشركين ، فنزلت فيه الآية (١).
س ١٣٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (١٧٤) [آل عمران : ١٧٣ ـ ١٧٤]؟!
الجواب / قال محمد بن عليّ عليهماالسلام : «لمّا وجّه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليهالسلام وعمّار بن ياسر إلى أهل مكّة قالوا : بعث هذا الصّبيّ ، ولو بعث غيره إلى أهل مكّة ، وفي مكّة صناديد قريش ورجالها؟! والله ، الكفر أولى بنا ممّا نحن فيه ، فساروا ، وقالوا لهما ، وخوّفوهما بأهل مكّة وغلّظوا عليهما الأمر ، فقال عليّ عليهالسلام : «حسبنا الله ونعم الوكيل».
ومضيا ، فلمّا دخلا مكّة أخبر الله نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بقولهم لعليّ عليهالسلام ، وبقول عليّ عليهالسلام لهم ، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه ، وذلك قول الله : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ
__________________
(١) المناقب : ج ٣ ، ص ١٢٥.