س ١٦٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ) (١٩١) [البقرة : ١٩١]؟!
الجواب / روي عن أئمتنا عليهمالسلام : أن قوله تعالى : (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) ناسخ لقوله : (وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ)(١).
وقال الشيخ الطبرسيّ في معنى هذه الآية : خاطب الله تعالى المؤمنين. مبينا لهم كيفية القتال مع الكافرين ، فقال : (وَاقْتُلُوهُمْ) أي : الكفار (حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) أي : وجدتموهم.
(وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) يعني : أخرجوهم من مكة ، كما أخرجوكم منها (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) أي : شركهم بالله ورسوله ، أعظم من القتل في الشهر الحرام. وقيل : لأن الكفر فساد يظهر عند الإختبار. وقوله (وَلا تُقاتِلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ) أن يقتلوا حيث ما وجدوا.
وفي الآية دلالة على وجوب إخراج الكفار من مكة ، كقوله (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ). والسنة قد وردت أيضا بذلك وهو قوله : «لا يجتمع في جزيرة العرب دينان» (٢).
س ١٦٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١٩٢) [البقرة : ١٩٢]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : (فَإِنِ انْتَهَوْا) أي : أمتنعوا من كفرهم بالتوبة منه.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٢ ، ص ٢٨.
(٢) نفس المصدر السابق : ص ٣٠.