هو كما في اللغة ـ كل ضعف يصيب الجسم أو الروح أو يصيب الإرادة والإيمان.
على أن عبارة (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) عبارة غنية بالمعاني حرية بالنظر والتأمل. إذ هي تعني أن هزيمتكم إنما كانت بسبب فقدانكم لروح الإيمان وآثارها ، فلو أنكم لم تتجاهلوا أوامر الله سبحانه لم يصبكم ما أصابكم ، ولم يلحقكم ما لحقكم ، ولكن لا تحزنوا مع ذلك فإنكم إذا ثبتم على طريق الإيمان كان النصر النهائي حليفكم ، والعزيمة في معركة واحدة لا تعني الهزيمة النهائية (١).
س ١١٨ : ما هو سبب نزول ومعنى قوله تعالى :
(إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (١٤٠) [آل عمران : ١٤٠]؟!
الجواب / في تفسير علي بن إبراهيم : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما رجع من أحد فلما دخل المدينة نزل عليه جبرائيل عليهالسلام فقال : يا محمد إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلا من به جراحة ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مناديا ينادي : يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت له جراحة فليخرج ، ومن لم يكن به جراحة فليقم فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها فأنزل الله على نبيه (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ) وقال عزوجل : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ) فخرجوا على ما بهم من الألم والجرح (٢).
__________________
(١) الأمثل : ج ٢ ، ص ٥٤٨.
(٢) تفسير نور الثقلين : ج ١ ، ص ٣٩٥.