فلمّا جاءه الموت وقع في حكم ربّ العالمين ، العالم بالأسرار ، الذي لا تخفى عليه خافية ، فأخذهم العذاب بباطن كفرهم ، فذلك حين ذهب نورهم ، وصاروا في ظلمات عذاب الله ، ظلمات أحكام الآخرة ، لا يرون منها خروجا ، ولا يجدون عنها محيصا.
ثمّ قال : (صُمٌ) يعني يصمّون في الآخرة في عذابها (بُكْمٌ) يبكمون هناك بين أطباق نيرانها (عُمْيٌ) يعمون هناك. وذلك نظير قوله عزوجل : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى)(١) وقوله : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً)(٢).
س ١٦ : ما هو معنى الصمّ ، والبكم ، والعمي في الآية السابقة؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : وقوله : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) الصمّ : الذي لا يسمع ، والبكم : الذي يولد من أمّه أعمى ، والعمي : الذي يكون بصيرا ثمّ يعمى (٣).
س ١٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (١٩) يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢٠) [البقرة : ١٩ ـ ٢٠]؟!
الجواب / قال العالم عليهالسلام : «ثمّ ضرب الله عزوجل مثلا آخر
__________________
(١) طه : ١٢٤.
(٢) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ١٣ / ٦٥ ، والآية من سورة الإسراء : ٩٧.
(٣) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ٣٤.