تكون الهاء في بعده ، عائدة على اسم الله في قوله (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) فيكون معناه بعهد الله ، وعهد الله إلى عباده : أمره ونهيه. ويحتمل أن يكون عائدة إلى (مَنْ) ومعناه : من أوفى بعهد نفسه ، لأن العهد تارة إلى العاهد ، وتارة إلى المعهود له (وَاتَّقى) الخيانة ، ونقض العهد (فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) معناه : فإن الله يحبه ، إلا أنه عدل إلى ذكر المتقين ليبين الصفة التي يجب بها محبة الله ، وهذه صفة المؤمن ، فكأنه قال : والله يحب المؤمنين ، ولا يحب اليهود. وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : لما قرأهذه الآية قال : «كذب أعداء الله! ما من شئ كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي ، إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر». وعنه قال : «ثلاث من كن فيه فهو منافق ، وإن صلى وصام وزعم أنه مؤمن : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان». وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من ائتمن على أمانة فأداها ، ولو شاء لم يؤدها ، زوجه الله من الحور العين ما شاء (١).
س ٦٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٧٧) [آل عمران : ٧٧]؟!
الجواب / ١ ـ قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من حلف على يمين يقتطع بها مال أخيه لقي الله عزوجل وهو عليه غضبان» فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) ، فبرز الأشعث بن قيس ، فقال : فيّ نزلت ، خاصمت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقضى عليّ باليمين (٢).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «أنزل في العهد (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ) ـ إلى
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٢ ، ص ٣٢٦.
(٢) الأمالي : ج ١ ، ص ٣٦٨.