مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً). قال عليهالسلام : «أنزلت في القائم عليهالسلام إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردّة والكفّار في شرق الأرض وغربها ، فعرض عليهم الإسلام ، فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله تعالى عليه ، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلّا وحّد الله».
قال بكير للإمام عليهالسلام : جعلت فداك ، إنّ الخلق أكثر من ذلك؟
قال عليهالسلام : «إنّ الله إذا أراد أمرا قلّل الكثير وكثّر القليل» (١).
س ٧٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (٨٤) [آل عمران : ٨٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : قوله تعالى : (قُلْ آمَنَّا بِاللهِ) يحتمل أن يكون جوابا ـ على ما روي عن ابن عباس : أن نفرا من اليهود أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل ، فقال أؤمن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ... إلى آخرها ، فلما ذكر عيسى جحدوا بنبوته ، وقالوا : لا نؤمن بعيسى ولا نؤمن بمن آمن به ، فأنزل الله فيهم : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ).
والثاني : قال الحسن وقتادة : أمر الله المؤمنين أن يقولوا : (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) الآية ، وجعل ذلك محنة فيما بينهم وبين اليهود والنصارى (٢).
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ١٨٣ ، ح ٨٢.
(٢) التبيان : ج ١ ، الشيخ الطوسي ، ص ٤٨٠.