وقال أبو الحسن عليهالسلام في قول الله عزوجل : (مُسَوِّمِينَ) : «العمائم ، اعتمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسدلها من بين يديه ومن خلفه ، واعتمّ جبرائيل عليهالسلام فسدلها من بين يديه ومن خلفه» (١).
وقال الإمام الباقر عليهالسلام : «إنّ الملائكة الذين نصروا محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر في الأرض ما صعدوا بعد ولا يصعدون حتى ينصروا صاحب هذا الأمر ، وهم خمسة آلاف» (٢).
س ١٠٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) (١٢٨) [آل عمران : ١٢٨]؟!
الجواب / قال جابر الجعفيّ : قرأت عند أبي جعفر عليهالسلام قول الله : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ).
قال : «بلى والله ، إنّ له من الأمر شيئا وشيئا وشيئا ، وليس حيث ذهبت ، ولكنّي أخبرك أنّ الله تبارك وتعالى لمّا أمر نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يظهر ولاية عليّ عليهالسلام فكّر في عداوة قومه له ، ومعرفته بهم. وذلك الذي فضّله الله به عليهم في جميع خصاله : كان أوّل من آمن برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبمن أرسله ، وكان أنصر الناس لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأقتلهم لعدوّهما ، وأشدّهم بغضا لمن خالفهما ، وفضل علمه الذي لم يساوه أحد ، ومناقبه التي لا تحصى شرفا.
فلمّا فكّر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في عداوة قومه له في هذه الخصال ، وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك ، فأخبر الله تعالى أنّه ليس له من هذا الأمر شيء ، إنّما الأمر فيه إلى الله أن يصير عليّا عليهالسلام وصيّه ووليّ الأمر بعده ، فهذا عنى الله ،
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ، ص ٤٦٠ ، ح ٢.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ١٩٧ ، ح ١٣٨.