فيدفع عنكم عذابه» (١).
س ٨٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) (١٠٨) [البقرة : ١٠٨]؟!
الجواب / قال عليّ بن محمّد بن علي بن موسى الرضا عليهمالسلام : (أَمْ تُرِيدُونَ) بل تريدون ، يا كفّار قريش واليهود (أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ) ما تقترحونه من الآيات التي لا تعلمون هل فيها صلاحكم أو فسادكم (كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) واقترح عليه ، لمّا قيل له : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ)(٢).
(وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ) بعد جواب الرسول له : أنّ ما سأله لا يصلح اقتراحه على الله ، أو بعد ما يظهر الله تعالى له ما اقترح ، إن كان صوابا.
(وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ) بأن لا يؤمن عند مشاهدة ما يقترح من الآيات ، أو لا يؤمن إذا عرف أنّه ليس له أن يقترح ، وأنّه يجب أن يكتفي بما قد أقامه الله تعالى من الدلالات ، وأوضحه من الآيات البيّنات ، فيتبدّل الكفر بالإيمان بأن يعاند ولا يلتزم الحجّة القائمة عليه (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) أخطأ قصد الطريق المؤدّية إلى الجنان ، وأخذ في الطريق المؤدّية إلى النيران» (٣).
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٩١ / ٣١١.
(٢) البقرة ٢ : ٥٥.
(٣) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٩٦ / ٣١٣.