س ٨٧ : ما هو سبب نزول قوله تعالى :
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (٩٨) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (١٠٠) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (١٠١) [آل عمران : ٩٨ ـ ١٠١]؟!
الجواب / أقول : يستفاد من مؤلفات الشيعة والسنة وما ذكروه في سبب نزول هذه الآية أن «شأس بن قيس» وكان شيخا من اليهود (قداس) ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ، مر ذات يوم على نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام ، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال : قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم ـ إذا اجتمع ملؤهم بها ـ من قرار ، فأمر شابا من يهود كان معه ، فقال : اعمد إليهم فاجلس معهم ، ثم اذكر يوم «بعاث» وما كان قبله ، وأنشدهم بعض ما كانوا ما يتقاولون فيه من الأشعار.
وكان يوم «بعاث» يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج ، وكان الظفر فيه يومئذ للأوس على الخزرج ، وكان يرأس الأوس يومئذ حضير بن سماك الأسهلي أبو أسيد بن حضير ويرأس الخزرج يومئذ عمرو النعمان البياضي ، فقتلا جميعا.
ففعل ذلك الشاب ما أراده «شأس» فتكلم القوم عند ذلك ، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين ، وتقاولا ، وراح أحدهما يهدد الآخر ،