س ٨٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٠٣) [آل عمران : ١٠٣]؟!
الجواب / ١ ـ (تفسير الثعلبي) : يرفعه بإسناده إلى جعفر بن محمّد عليهماالسلام في قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا). قال : «نحن حبل الله الذي قال الله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(١).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام في قوله : (وَلا تَفَرَّقُوا) : «إنّ الله تبارك وتعالى علم أنّهم سيغرقون بعد نبيهم ويختلفون ، فنهاهم عن التفرّق كما نهى من كان قبلهم ، فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمّد (عليهم الصلاة والسّلام) ولا يتفرّقوا» (٢).
٣ ـ قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) : فإنّها نزلت في الأوس والخزرج ، كانت الحرب بينهم مائة سنة ، لا يضعون السلاح لا بالليل ، ولا بالنهار ، حتّى ولد عليه الأولاد ، فلمّا بعث الله نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أصلح بينهم فدخلوا في الإسلام ، وذهبت العداوة من قلوبهم برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصاروا إخوانا» (٣).
٤ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام في قوله : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) ـ بمحمّد ـ هكذا والله نزل بها جبرائيل على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٤) ـ أي
__________________
(١) غاية المرام : ص ٢٤٢ ، ح ١ ، العمدة : ص ٢٨٨ ، ح ٤٦٧ ، الصواعق المحرقة : ص ١٥١ ، ينابيع المودة : ١١٩.
(٢) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ١٠٨.
(٣) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ١٠٨.
(٤) الكافي : ج ٨ ، ص ١٨٣ ، ح ٢٠٨.