لمحمّد وعليّ وخلفائه الطاهرين (وَعَمِلَ صالِحاً) من هؤلاء المؤمنين (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) ثوابهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ) في الآخرة (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) هناك حين يخاف الفاسقون (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) إذا حزن المخالفون ، لأنّهم لم يعملوا من مخالفة الله ما يخاف من فعله ، ولا يحزن له.
ونظر أمير المؤمنين عليهالسلام إلى رجل [فرأى] أثر الخوف عليه ، فقال : ما بالك؟ فقال : إنّي أخاف الله. فقال : يا عبد الله ، خف ذنوبك ، وخف عدل الله عليك في مظالم عباده ، وأطعه فيما كلّفك ، ولا تعصه فيما يصلحك ، ثمّ لا تخف الله بعد ذلك ، فإنّه لا يظلم أحدا ولا يعذّبه فوق استحقاقه أبدا ، إلّا أن تخاف سوء العاقبة بأن تغيّر أو تبدّل ، فإن أردت أن يؤمنك الله سوء العاقبة ، فاعلم أنّ ما تأتيه من خير فبفضل الله وتوفيقه ، وما تأتيه من سوء فبإمهال الله وإنظاره وإيّاك وحلمه عنك» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : نحن باب حطّتكم» (٢).
س ٥٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٦٣) [البقرة : ٦٣]؟!
الجواب / قال الإمام العسكريّ عليهالسلام : «قال الله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذْنا) واذكروا إذ أخذنا (مِيثاقَكُمْ) وعهودكم أن تعملوا بما في التوراة ، وما في الفرقان الذي أعطيته موسى مع الكتاب المخصوص بذكر محمد وعليّ والأئمّة الطيّبين من آلهما ، بأنّهم سادة الخلق ، والقوّامون بالحقّ.
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٢٥٩ / ١٣٣.
(٢) تفسير العيّاشي : ١ : ٤٥ / ٤٧.