حديث النبي وتعاليمه المسماة بالسنة. وقد يكون الكتاب إشارة إلى أصل التعاليم الإسلامية والحكمة إشارة إلى أسرارها وعللها ونتائجها. ومن المفسرين من احتمل أن «الحكمة» إشارة إلى الحالة والملكة الحاصلة من تعاليم الكتاب. وبامتلاكها يستطيع الفرد أن يضع الأمور في نصابها (١).
صاحب «المنار» يرفض أن يكون معنى الحكمة «السنة» ، ويستدل على رفضه بالآية الكريمة (ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) [الإسراء : ٣٩].
لكننا نعتقد أن الحكمة لها معنى واسع يشمل الكتاب والسنّة معا ، أما استعمالها القرآني مقابل «الكتاب» (كما في هذه الآية) فيشير إلى أنها «السنة» لا غير.
٤ ـ (وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) وهذا الموضوع طرحته الفقرات السابقة من الآية ، حيث دار الحديث عن تعليم الكتاب والحكمة. لكن القرآن عاد فأكد ذلك في فقرة مستقلة تنبيها على أن الأنبياء هم الذين بيّنوا لكم المعارف والعلوم ، ولولاهم لخفي كثير من ذلك عليكم. فهم لم يكونوا قادة أخلاقيين واجتماعيين فحسب ، بل كانوا هداة طريق العلم والمعرفة ، وبدون هدايتهم لم يكتب النضج للعلوم الإنسانية.
س ١٢٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (١٥٢) [البقرة : ١٥٢]؟!
الجواب / قال الإمام الباقر عليهالسلام : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الملك ينزل الصحيفة أوّل النهار وأوّل الليل ، يكتب فيها عمل ابن آدم ، فاعملوا في أوّلها خيرا وفي آخرها خيرا ، يغفر لكم ما بين ذلك ـ إن شاء الله ـ فإن الله قال :
__________________
(١) في ظلال القرآن : ج ١ ، ص ١.