فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١) وكان قد صلى ركعتين إلى بيت المقدس ، وركعتين إلى الكعبة ، فقالت اليهود والسّفهاء : (ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها)(٢).
س ١١٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة : ١٤٣]؟!
الجواب / هناك روايات عديدة وردت في تفسير هذه الآية نذكر منها ما ورد :
١ ـ قال الإمام الباقر عليهالسلام : «نحن أمّة الوسط ، ونحن شهداء الله على خلقه ، وحججه في أرضه» (٣).
٢ ـ قال الإمام الصادق عليهالسلام : «نحن الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام ، وبما ضيّعوا منه» (٤).
٣ ـ قال أبو بصير : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «نحن نمط الحجاز» فقلت : وما نمط الحجاز؟. قال : «أوسط الأنماط ، إن الله يقول : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) ـ ثمّ قال ـ إلينا يرجع الغالي ، وبنا يلحق المقصّر» (٥).
٤ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : فإن ظننت أنّ الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحّدين ، افترى أنّ من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من
__________________
(١) البقرة : ١٤٤.
(٢) مجمع البيان ١ : ٤١٣.
(٣) بصائر الدرجات : ٨٣ / ١١.
(٤) نفس المصدر : ١٠٢ / ١.
(٥) تفسير العياشي : ١ : ٦٣ / ١١١.