فقال أبو جعفر عليهالسلام : «قد فرّق الله بينهما ـ ثمّ قال ـ : أكنت قاتلا رجلا لو قتل أخاك»؟ قلت : نعم. قال : «فلو مات موتا ، أكنت قاتلا به أحدا؟» قلت : لا. قال : «ألا ترى كيف فرّق الله بينهما؟» (١).
س ١٢٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (١٥٩) [آل عمران : ١٥٩]؟!
الجواب / ١ ـ قال صفوان : استأذنت لمحمّد بن خالد على الرضا أبي الحسن عليهالسلام ، وأخبرته أنّه ليس يقول بهذا القول ، وإنّه قال : والله لا أريد بلقائه إلّا لأنتهي إلى قوله : «أدخله» فدخل ، فقال له : جعلت فداك ، إنّه كان فرط منّي شيء ، وأسرفت على نفسي ، وكان فيما يزعمون أنّه كان يعيبه ، فقال : وأنا أستغفر الله ممّا كان منّي فأحبّ أن تقبل عذري وتغفر لي ما كان منّي.
فقال : «نعم ، إن لم أقبل كان إبطال ما يقول هذا وأصحابه ـ وأشار إليّ بيده ـ ومصداق ما يقول الآخرون ـ يعني المخالفين ـ قال الله لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ). ثمّ سأله عن أبيه ، فأخبره أنّه قد مضى ، واستغفر له (٢).
٢ ـ قال علي بن مهزيار : كتب إليّ أبو جعفر عليهالسلام أن «سل فلانا أن
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٠٢ ، ح ١٦١.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٦٣.